منتدى الرشادة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرشادة احلى شعور تحققه في حياتك ان تعيش بكل رفاهية وباقل تكلفة


    زوال دولة الكيان الإرهعابي الصهيوني

    خميس-القلب الكبير
    خميس-القلب الكبير


    المساهمات : 52
    تاريخ التسجيل : 06/04/2010
    العمر : 53
    الموقع : KHEMIES.AHLAMONTADA.COM

    زوال دولة الكيان الإرهعابي الصهيوني Empty زوال دولة الكيان الإرهعابي الصهيوني

    مُساهمة  خميس-القلب الكبير السبت نوفمبر 13, 2010 11:00 am


    وليتبروا ما علوا تتبيرا
    قلنا في نهاية تفسيرنا لعبارة ( وليتبروا ما علوا تتبيرا ) : أن كل ما علا بنو إسرائيل عليه أو به أو فيه سيصله الدمار لا محالة لعموم لفظ العلو ، حتى علوهم في الغرب ، إذ أن الذي أبقى علوهم قائما ومستمرا في فلسطين في الأصل هو علوهم في الغرب . ولذلك يصبح دمار الدول الغربية أمر محتما ، ليزول علو بني إسرائيل فيها أيضا بشكل نهائي ، وبذلك تنتفي تماما قدرتهم على العلو مرة أخرى ، إذ أن هذا العلو هو علوهم الأخير في الأرض .
    ويؤكد سبحانه أن السبب في زوال هذا العلو هو ما قدمته أيدي اليهود أنفسهم ، حيث أن الله كان قد اشترط عليهم الإحسان لإدامة هذا العلو ، وحذرهم من زواله إن هم أساءوا ، وجاء هذا الشرط مباشرة قبل إخباره عن وعد الآخرة في الآية السابعة ، فاليهود حكموا على أنفسهم بالهلاك وعلى علوهم بالزوال :
    أولا : وذلك لأنهم لم يُحسنوا ، بل على العكس من ذلك أساءوا ، ولم يألوا جهدا بالإفساد في الأرض ضاربين بالتحذير الإلهي عرض الحائط .
    ثانيا : والأنكى من ذلك أنهم قاموا بتوجيه رسالة أخرى لرب العزة ، ومؤداها يقول : بأننا سنفعل ما يحلو لنا وسنفسد في الأرض وسنمنعك من بعث عبادك الأشداء الذين تُهدّدنا بهم ، لأننا سنُبيدهم عن بكرة أبيهم قبل أن تُفكر في بعثهم ، مظهرين إصرارا عز نظيره في تحدّيهم لرب العزة بأن ينزل بهم ما وعدهم ، متّكلين على من هم دونه لحمايتهم ووقايتهم من أمر الله ، منكرين ربوبية الله وألوهيته وقدرته على تصريف أمور الكون ، وكذلك حقيقة البعث بعد الموت ، وهذه الأمور هي ما تتناوله سورة الإسراء على امتدادها ، من وجوه متعددة ، وبذلك تكون عداوتهم للعراق وعدوانهم عليه ، ورغبتهم في تدميره وإبادة أهله سببا في خروج أهل العراق عليهم ، انتقاما ودفعا لما يُحيق بهم من أخطار ، في حال استمر تواجد الدولة اليهودية على أرض فلسطين ، ليخربوا بيوتهم بأيديهم وأيدي المسلمين .
    ثالثا : هي حرب الله عليهم لا حرب أحد ، ذلك بأنهم تحدوا الله وأعلنوا حربهم عليه ، وعلى كل من يؤمن به ربا وإلها واحدا أوحدا ، خاب وخسر الذين من دونه ، وأن رب العزة قبِل التحدّي وأعلن حربه عليهم ، وهذا ما تستشعره من خلال مجمل آيات سورة الإسراء ، ولكن لم يتبقّى إلا أن تحين ساعة الصفر ليروا من الله ما لم يكونوا يحتسبون .
    وفي الأصل كما أوضحنا سابقا ، أن علوهم غير المسبوق في الغرب ، هو الذي أوجد علوهم في فلسطين لاحقا ، وإذا كانت النتيجة أي علوهم في فلسطين تستحق الزوال ، فالأولى أن يُزال المتسبّب فيها أي علوهم في الغرب ، حتى تنتفي فرصة ظهور تلك النتيجة ( أي العلو اليهودي ) مرة أخرى ، فكما أن زوال دولة إسرائيل أمر حتمي فزوال أمريكا أمر أكثر حتمية .
    فاليهود لهم من حيث المكان إفسادين :
    أولا : في فلسطين إفساد بسفك الدماء ، وإخراج الناس من ديارها ، والاستيلاء على ممتلكاتهم ، وإتلاف الأخضر واليابس ، ومنع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه ، والسعي في خرابها … إلى آخره .
    وثانيا : في أمريكا والدول الغربية إفساد بنشر العقائد المادية الإلحادية ، وإشاعة الرذيلة والانحلال الخلقي والأخلاقي في شتى مناحي الحياة ، بالإضافة إلى تفريق الناس وتصنيفهم واستضعاف طوائف منهم ، وسومهم سوء العذاب ، لدرجة حرقهم وإبادتهم بالأسلحة التقليدية والنووية ، وعلى قاعدة الجزاء من جنس العمل ، لا شك لدي من أن كبرى المدن الأمريكية ، ستُضرب من السماء بصواريخ نووية ، أو بشهب من السماء مسببة دمارا كالدمار ، الذي أحدثته قنابلها المدن اليابانية ولكن على مدى أوسع بكثير .
    زوال العلو اليهودي في أمريكا لن يتوانى كثيرا عن زوال العلو اليهودي في فلسطين
    قال تعالى ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ ـ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا ـ إِلَّا بِحَبْلٍ مِنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنْ النَّاسِ ، وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ، … (112 آل عمران ) الذلة هي الضعة والانخفاض وهي نقيض العزة والعلو ، وأين ما ثقفوا تعني أينما وجدوا في الأرض على امتداد رقعتها ، وخلاصة ما تقوله هذه الآية أن الشعب اليهودي كأمة وأفراد سيمرّ بخمسة مراحل ، هي ذات المراحل التي أشرنا إليها في نهاية الجزء الأول ، وهي على التوالي : ( ذل ، علو ، ذل ، علو ، ذل ) . ومن ذلك نفهم أن صفة العلو وهي المرحلة الرابعة ، ستزول عنهم في شتى بقاع الأرض سواء في إسرائيل أو في أمريكا ، أو فيما سواها من دول العالم ، ليدخل الشعب اليهودي بأسره في المرحلة التي تليها ، ولتعود إليه صفة الذل التي هي القاعدة أينما وجد أيضا وعلى مستوى الأفراد والجماعات ، حيث كان العلو استثناءً لمرتين فقط ، ولن يتحصّل ذلك إلا بانكسار وزوال كل الدول ، التي يوجد بها علو يهودي ظاهر وفي مقدّمتها أمريكا .
    ولو أننا نظرنا إلى أمريكا كدولة وما تقوم به حاليا نظرة مُتفحصّة وشاملة ، سنجد أنها فاقت فرعون في علوه واستعلائه وفساده وإفساده ، باحتضانها للعقائد اليهودية الشيطانية ، والسهر على تطبيقها وترويجها في الأرض على عمومها بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى .
    والعقاب الإلهي الموعود به بنو إسرائيل كان للإفساد الناجم عن العلو ، وعلوهم الآن يتمثل في مكانين تحديدا هما فلسطين وأمريكا ، وفضلا عن ذلك فإن أمريكا المتعالية على شعوب الأرض ، وبصرف النظر عن كونها مكانا للعلو اليهودي ، ستكون هدفا مؤكدا لانسكاب الغضب الإلهي عليها ، بما يفوق الغضب الإلهي على إسرائيل ، وذلك لأن أمريكا تجمع ما بين علوين وإفسادين ، هما : العلو والإفساد اليهودي ، والعلو والإفساد الذاتي لها ، ليتأكد لنا أنها أولى من إسرائيل بالعقاب وبما هو أشد بأسا وأشد تنكيلا ، وهذا بإذن الله ما سنشهده في السنوات القليلة القادمة وما ذلك على الله بعزيز .
    وقد يستغرب ويستنكر كثير من أمة الإسلام ، والأصح من المؤمنين بالإله ( أمريكا ) مجرد التفكير بأن أمريكا ستزول ، وكأنهم لا يقرءون قوله تعالى ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ، فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ، وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ ، فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ، إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44 فاطر ) .
    وقوله ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ، فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ ، كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَءَاثَارًا فِي الْأَرْضِ ، فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ، وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21 غافر )
    ما بعد الغزو العراقي لإسرائيل
    بعد امتصاص يهود أمريكا والغرب للصدمة ، من جرّاء الكارثة التي حلّت ببني جلدتهم في فلسطين ، ستبدأ الماكينة اليهودية في الغرب في بذل أقصى طاقاتها ، وعمل ما بوسعها لإعادة عقارب الساعة قبل فوات الأوان ، من خلال الدبلوماسية في مجلس الأمن ، لشن حرب دولية تحت غطاء الشرعية الدولية لتحرير إسرائيل من العرب ، كما كان الأمر عند مطالبتهم بتحرير الكويت ، وستُفاجأ هذه الماكينة اليهودية ببرود وجمود شديدين ، لم يسبق لها أن واجهتهما من قبل معظم دول العالم لتُثبت عدم نجاعتها هذه المرة ، وستجد مشاريع القرارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية فيما لو طُرحت ، معارضة شديدة من قبل روسيا والصين ، حتى لو تطلّب الأمر استخدام حق النقض من قبلهما ، خوفا من الدخول في مواجهة لا تُحمد عقباها مع العالم بين الغرب المسيحي والشرق المسلم .
    وربما يأخذ الأمر قرابة السنتين بين مدّ وجزر ، حتى يستطيع اليهود تحريض أمريكا ، وبعض دول الغرب من حلف الناتو ، وحملها على تحريك أساطيلها ، باتجاه شواطئ البحر المتوسط ، لشنّ حرب مصيرية على العرب ، ضاربة بمجلس الأمن وغطاءه الشرعي - بعد اليأس من الحصول عليه - عُرض الحائط .
    وعلى الجانب الآخر ، سيضطر العرب والمسلمون لتوحيد صفوفهم كرها من البعض وطواعية من البعض الآخر ، والانضواء تحت لواء واحد للدفاع عن الأقصى بعد عودته إلى حظيرة الإسلام ، وسيبدأ التقارب العربي الروسي الصيني ، على ما يبدو في التشكل ، إلى ما يُشبه الحلف العسكري وربما يكون باتفاقيات مكتوبة ، والله أعلم .
    الحرب العالمية الثالثة والسيناريو المحتمل
    بوجود القيادة الحالية غير المتزنة لأمريكا وبتأييد من صهاينة الحزب الجمهوري ، سيتمكن اليهود أخيرا من جرّ أمريكا للدخول في مواجهة غير محسوبة مع العالمين العربي والإسلامي ، بدفع من العقائد الدينية المشوّهة فيما يخص وجود اليهود في فلسطين وعودة المسيح الثانية للنصارى والأولى لليهود ، بالإضافة إلى الرغبة في الانتقام للمكانة الأمريكية التي مُرّغت في التراب أمام العالم أجمع ، بزوال مسخها الخداج بطرفة عين دون أن يُعير العرب عظمة أمريكا وجبروتها أدنى انتباه .
    في ظرف سنتين من استعادة العرب لفلسطين ، ستُعلن أمريكا حربها اليهودية الصليبية المقدّسة على العرب والمسلمين ، مما يُثير حالة من عدم الاستقرار في سائر أرجاء العالم ، وستبدأ المواقف العالمية من هذا الإعلان شيئا فشيئا بالتباين والتمايز ، بشكل لم يسبق له مثيل لينقسم إلى العالم معسكرين شرقي وغربي ، يقف إلى جانب العرب معظم الدول المناهضة لأمريكا في الشرق وفي مقدمتها روسيا ، ويقف إلى جانب أمريكا دول حلف الناتو وملحقاته .
    وعندما تبدأ أمريكا بحشد قواتها وأساطيلها في البحر الأبيض ، وتبوء كل المحاولات والتحذيرات والتهديدات العالمية ، لثني أمريكا عن عزمها بالفشل ، وتصبح المواجهة أمر لا مفر منه ، ستتطور المواقف الدولية فجأة وتتحول إلى أحلاف عسكرية ، بحيث تضطر وتنجرّ الكثير من الدول للمشاركة الفعلية في الحرب الدائرة ، وعلى ما يبدو أن أمريكا نتيجة لذلك ستفقد زمام السيطرة مبكرا ، وربما تلجأ إلى استخدام السلاح النووي في وقت ما بضرب بعض العواصم العربية ، كبغداد والقاهرة على سبيل المثال ، وربما يكون ذلك قبل الحرب البرية ، ظنا منها أن ذلك سيحسم المعركة لصالحها في وقت مبكر .
    ولكن ما لن يكون في حساب أمريكا ، هو ردّ الفعل الروسي والصيني العنيف ، على استخدام أمريكا لهذا السلاح ، لتبدأ الصواريخ النووية الروسية وربما الصينية ، تنهال على أمريكا تباعا دون سابق إنذار لتبيدها عن بكرة أبيها ، هذا إن لم يُسقط عليها رب العزة كسفا من السماء . ومن ثم تبدأ الحروب البينية بين دول العالم المختلفة المتخاصمة ، فيختلط الحابل بالنابل لتشمل هذه الحرب معظم بقاع العالم . ولدخول الأسلحة النووية دائرة الصراع ، ستكون هذه الحرب سريعة وقصيرة وحاسمة ، ولكن حجم الدمار فيها سيكون هائلا جدا ، وستنتهي بالمواجهة البرية البحرية على سواحل فلسطين بين الغرب والشرق ، بانتصار العرب والروس نصرا مؤزرا ، والله أعلم .
    تحالف الروس والعرب ونصرهم على عدو مشترك
    عَنْ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ ، فَقَالَ : اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ ؛ مَوْتِي ، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ ، حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنْ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً ، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ) رواه البخاري ، وأخرجه أبو داود وابن ماجه وأحمد .
    جاء في شرح هذا الحديث في فتح الباري : قوله هدنة هي الصلح على ترك القتال بعد التحرك فيه ، قوله بني الأصفر هم الروم ، قوله غاية أي راية .
    يخبر هذا الحديث عن هدنة تكون بين المسلمين والروم ، والهدنة كما جاء في الشرح ، هي صلح على إيقاف القتال قبل اشتعال فتيله أو في بداياته ، ومن ثم يغدر الروم فيغزون ديار المسلمين ، بجيش قوامه ما يُقارب المليون جندي .
    أما الهدنة وما يسبقها فيوضحه الحديث التالي :
    عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، قَالَ : مَالَ مَكْحُولٌ وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا ، إِلَى خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، وَمِلْتُ مَعَهُمْ ، فَحَدَّثَنَا عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ الْهُدْنَةِ ، قَالَ : قَالَ جُبَيْرٌ : انْطَلِقْ بِنَا إِلَى ذِي مِخْبَرٍ ، رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَيْنَاهُ ، فَسَأَلَهُ جُبَيْرٌ عَنْ الْهُدْنَةِ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا ، فَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِكُمْ ، فَتُنْصَرُونَ ، وَتَغْنَمُونَ ، وَتَسْلَمُونَ ، ثُمَّ تَرْجِعُونَ ، حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ ، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ الصَّلِيبَ ، فَيَقُولُ : غَلَبَ الصَّلِيبُ ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، فَيَدُقُّهُ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ ، تَغْدِرُ الرُّومُ ، وَتَجْمَعُ لِلْمَلْحَمَةِ ، رواه أبو داود ، وصحّحه الألباني وأخرجه ابن ماجه وأحمد والحاكم والبيهقي .
    وتكملة للحديث في رواية أخرى بسند آخر لابن ماجه فَيَجْتَمِعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ ، فَيَأْتُونَ حِينَئِذٍ ، تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةٍ ، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا .
    جاء في شرح هذا الحديث في ( عون المعبود ) : الروم جيل معروف في بلاد واسعة تضاف إليهم فيقال بلاد الروم ، ومشارق بلادهم وشمالهم الترك والروس والخزر ، وجنوبهم الشام والإسكندرية ، ومغاربهم البحر والأندلس ، وكانت الرقة والشامات كلها تعد في حدودهم أيام الأكاسرة ، وكانت أنطاكية دار ملكهم إلى أن نفاهم المسلمون إلى أقصى بلادهم انتهى ... فسأله جبير عن الهدنة ، أي الهدنة التي تكون بين المسلمين وبين الروم ، آمنا أي ذا أمن ، فتغزون أنتم أي فتقاتلون أيها المسلمون ، وهم أي الروم المصالحون معكم عدوا من ورائكم أي من خلفكم ، وقال السندي في حاشية ابن ماجه ، أي عدوا آخرين بالمشاركة والاجتماع ، بسبب الصلح الذي بينكم وبينهم ، فتُنصرون بصيغة المجهول ، وتغنمون بصيغة المعلوم أي الأموال ، وتسلمون من السلامة ، أي تسلمون من القتل والجرح في القتال ، ثم ترجعون أي من عدوكم ، حتى تنزلوا أي أنتم وأهل الروم بمرج ، أي الموضع الذي ترعى فيه الدواب قاله السندي ، وفي النهاية أرض واسعة ذات نبات كثيرة ، ذي تلول بضم التاء جمع تل وهو موضع مرتفع ، قاله القاري ، وقال السندي : كل ما اجتمع على الأرض من تراب أو رمل انتهى . فيقول أي الرجل منهم غلب الصليب أي دين النصارى ، فيدقّه أي فيكسر المسلم الصليب ، تغدر الروم أي تنقض العهد ، وتجمع أي رجالهم ويجتمعون للملحمة أي للحرب .
    هذا الحديث يُخبر بأن هناك صلحا آمنا أي لا قتال فيه ، سيكون بين المسلمين والنصارى لمدة من الزمن ، ثم يُقاتلون جنبا إلى جنب عدوا مشتركا فينتصرون بلا خسائر ، وبعد النصر يقع الخلاف بين المنتصرَيْن بسبب ادعاء أحد النصارى أن النصر كان للصليب دون الإسلام فيقتتل الطرفان ، ومن ثم يُفض الاشتباك ، وتعلن الهدنة ، ومن ثم يعود النصارى إلى ديارهم مضمرين الغدر ، ليعودوا في قادم في الأيام في جيش عرمرم لغزو المسلمين في أرضهم ، ونرى بأن ذلك سيكون زمن المهدي .
    الروم قديما وحديثا
    نعلم أن الإمبراطورية الرومانية القديمة ، كانت قد انقسمت إلى قسمين شرقي وغربي ، واتُّخذت القسطنطينية عاصمة للجزء الشرقي ، وروما عاصمة للجزء الغربي ، وذلك قبل ظهور الإسلام بحوالي مائتي سنة ، وبقيت القسطنطينية عاصمة لمملكة الروم الشرقية منذ ذلك الوقت ، حتى تم فتحها على يد محمد الفاتح سابع السلاطين العثمانيين ، وبذلك اختفت مملكة الروم الشرقية إلى الأبد ، وأما سكان تركيا الحاليين فمعظهم من الأتراك المتأسلمون ، الذين يعودون في أصولهم إلى غرب الصين ، مع بقاء نسبة قليلة من النصارى فيها ذوي الأصول الرومية ، أما النسبة الأكبر من الروم فقد هاجرت وانتشرت فيما حولها من بلدان أوروبا الشرقية .
    ولنذكر هنا أن المسلمين حاصروا القسطنطينية إحدى عشرة مرة ، ولم يتمكنوا من فتحها إلا بعد أن بدأت شمس العثمانيون الترك بالظهور فيما يُسمى بآسيا الصغرى ، وذلك بعد ضعف الدولة السلجوقية وانحلالها عام 1300م تقريبا ، فبدأت دولتهم بالاتساع غربا على حساب مملكة الروم الشرقية شيئا فشيئا ، حتى اقتصرت مملكة الروم الشرقية على القسطنطينية وضواحيها ، وعندما تسلّم محمد الفاتح لمقاليد الحكم لم يتوانى عن فتحها سنة 1453م . ومن ثم استمرت فتوحات العثمانيين حتى شملت معظم بلدان منطقة البلقان في أوروبا الشرقية .
    والمتتبع للتاريخ الحديث ، سيجد أن روسيا القيصرية بعد بزوغ شمسها ، أصبحت الوريث الأكبر لمملكة الروم الشرقية بعد زوالها ، حيث كانت وما زالت في القرون الأخيرة ، تحاول تنصيب نفسها كراعية وحامية ، لمصالح نصارى الشرق ذوي المذهب الأرثوذكسي ، وأخذت على عاتقها بعد أن اشتد عودها ، مهمة استعادة القسطنطينية من الأتراك ومن ثم إعادتها كعاصمة دينية للكنيسة الأرثوذكسية كما كانت في السابق ، وهو ما تحاول الاستئثار به حاليا الكنيسة اليونانية الموالية للغرب . وفيما يلي بعض البنود التي جاءت في وصية بطرس الأكبر ، المؤسس الحقيقي للملكة الروسية في أواخر القرن السابع عشر ، من كتاب ( تاريخ الدولة العثمانية ) لفريد بك المحامي :
    البند التاسع : ينبغي التقرب بقدر الإمكان من استنبول والهند ، وحيث انه من القضايا المسلمة أن من يحكم على استنبول ، يمكنه حقيقة أن يحكم على الدنيا بأسرها ، …
    البند الحادي عشر : … ، وحينما نستولي على استنبول ، علينا أن نسلط دول أوروبا القديمة على دولة النمسا حربا ، أو نُسكن حسدها ومراقبتها لنا ، بإعطائها حصة صغيرة من الأماكن ، التي نكون قد أخذناها من قبل ، وبعدها نسعى إلى نزع هذه الحصة منها .
    البند الثاني عشر : ينبغي أن نستميل لجهتنا جميع المسيحيين ، الذين هم من مذهب الروم المنكرين لرياسة البابا الروحية ، والمنتشرين في بلاد المجر والممالك العثمانية ، ونجعلهم أن يتخذوا دولة روسيا مرجعا ومعينا لهم ، ومن اللازم قبل كل شيء ، إحداث رياسة مذهبية ، حتى نتمكن من إجراء نوع من السلطة الدينية عليهم … .
    المذاهب النصرانية
    كل النصارى بلا استثناء تكنّ عداوة للإسلام والمسلمين ، ولكن بالنظر إلى الطوائف الثلاثة الكبرى المهيمنة على العالم المسيحي ، نجد أن معتنقي المذهب البروتستانتي والذي تُمثّله أمريكا وبريطانيا وهولندا ، هم الأشدّ عدواة وكراهية للمسلمين والعرب بشكل خاص ، والمعروفين بميلهم وتأييدهم لليهود ، ويليهم في ذلك معتنقي المذهب الكاثوليكي ، والذي تُمثّله فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا وباقي الدول الغربية ، وأقلّهم عدواة وكراهية هم معتنقي المذهب الأرثوذكسي ، والذي تُمثّله روسيا ودول أوروبا الشرقية .
    والمتتبع للتاريخ القديم والحديث ، سيجد أن الطوائف المسيحية الثلاثة على خلاف دائم ، وأن العداوة والبغضاء مستفحلة وذات جذور عميقة ، فنصارى الشرق الأرثوذكس لم ينسوا ولم يغفروا لنصارى الغرب من الكاثوليك ، ما أوقعوه بهم من مذابح في حملات الغرب الصليبية ، ولم يقبلوا مؤخرا اعتذار البابا عنها . والعداوة والبغضاء مستفحلة حتى بين الكاثوليك والبروتستنت من جهة أخرى ، كما هو الحال في أيرلندا الشمالية ، وهذا ما أخبر عنه سبحانه وتعالى في قوله ( وَمِنْ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ، أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ ، فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ، فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمْ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14 المائدة ) وهذه العداوة والبغضاء لا انقطاع لها مستمرة إلى يوم القيامة ، وهذا ما أكدّه التاريخ الأوروبي القديم والحديث .
    والمتتبع للتاريخ الإسلامي والعربي ، سيجد أن ما تُخبر عنه هذا الأحاديث النبوية أعلاه ، من شأن مصالحة المسلمين أو العرب للنصارى ، والتحالف معهم ضد عدو مشترك ، وتحصّلهم معا على النصر والغنيمة والسلامة ، ومن ثم الاختلاف وإضمار الغدر وعودة الروم لمقاتلة المسلمين ، لم يكن قد تحصّل قديما أو حديثا . وبما أن الدنيا تعدّ سنواتها الأخيرة ، وأشراط الساعة الكبرى باتت على الأبواب ، فلا شك أن هذه الحرب التي سيخوضها المسلمين والنصارى جنبا إلى جنبا ، ضد عدوهم المشترك للمرة الأولى والأخيرة ستقع في وقت قريب . والأحاديث النبوية تُخبر أن هناك ثلاثة أطراف ؛ المسلمون والروم وعدو مشترك للمسلمين والروم .
    وبما أن هذا الحدث سيقع ضمن معطيات الواقع الحالي ، ومن خلال قراءة الواقع ، في ضوء ما أخبرت عنه الأحاديث ، سنجد أن الروم ما زالوا ينقسمون إلى قسمين :
    • نصارى الشرق من معتنقي المذهب الأرثوذكسي ، وهم المُقيمون إجمالا في أوروبا الشرقية ، أو دول حلف وارسو القديم الذي كانت فيه الزعامة وما زالت للدولة الروسية .
    • نصارى الغرب من معتنقي المذهب البروتستانتي والمذهب الكاثوليكي ، وهم المقيمون إجمالا في أمريكا وأوروبا الغربية ، أو دول حلف الناتو بزعامة أمريكا .
    وكلا الفريقين يُكنّ عداوة مذهبية قل نظيرها للفريق الآخر . ولو نظرنا إلى الواقع الحالي لوجدنا أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا ، هي الدول الأشدّ عداءً للعرب والمسلمين منذ حروبهم الصليبية الأولى ، التي كانت تقودها فرنسا بصفتها الراعية للمذهب الكاثوليكي ، منضويا تحت لوائها كل من ألمانيا وإيطاليا وإنكلترا ، وحتى حروبهم الاستعمارية في العصر الحديث بقيادة أمريكا ، وما موالاة هذه الدول لبعض الدول العربية إلا مداهنة ، من قبيل الحرص على مصالحها فقط ، بل هي أكثر مقتا واحتقارا وامتهانا لتلك الدول نفسها من غيرها ، ولوجدنا أيضا أن الروس ونصارى الشرق إجمالا ، ممن يعتنقون المذهب الأرثوذكسي هم الأقلّ عداءً للعرب والمسلمين من مجموع المذاهب النصرانية .
    لنخلص إلى القول ، بأن الفريق الذي سيكون حليفنا في المعركة القادمة هم الروس ، ضد عدونا وعدوهم المشترك أمريكا ومن شايعها من دول حلف الناتو . وأن هذا التحالف بين الروس والعرب سيحصل بدافع المصالح أولا ، وعلى قاعدة عدو عدوي صديقي ثانيا ، وليس حبا بالعرب أو بالمسلمين ، ولكن لتعارض مصالحهم مع مصالح الأمريكان ، ولكراهية الروس المذهبية لأمريكا واليهود .
    هذه الحرب الأبشع في تاريخ البشرية ، أجد أحداثها ونتائجها موصوفة في كثير من الآيات ، في مطالع سور كثيرة من سور القرآن ، والتي يعتقد معظم الناس ، أنها تُخبر عن أحداث يوم القيامة ، ومنها اشتعال البحار واضطراب السماء وزلزلة الجبال وانهيار بعضها ، وحتى الأسلحة المستخدمة في الحروب الحديثة ، كان سبحانه قد أخبر عنها ، أيضا في مطالع السور فالطارق هو الصاروخ والعاديات هي الدبابات ، وربما نفرد لهذا الأمر بحثا خاصا ، إن شاء الله في وقت لاحق ، وسيكون متوافرا على نفس موقع الكتاب هذا إن أسعفنا الوقت وكان في العمر بقية .
    النتائج المتوقعة للحرب العالمية الثالثة
    1. تدمير عدد كبير من المدن الكبرى ، وخاصة في أمريكا ومن شايعها من الدول في الشرق والغرب .
    2. ارتفاع هائل ومفاجئ ، في درجة حرارة الأرض نتيجة التفجيرات النووية ، ذوبان الكتل الجليدية القريبة من القطب الشمالي للكرة الأرضية ، وتبخر مياه المحيطات والبحار ، وعودتها على شكل أمطار غزيرة ، مما يتسبب في طوفان كبير ، أشبه ما يكون بطوفان نوح عليه السلام ، وبالتالي اختفاء بعض البلدان والجزر غرقا .
    3. اختفاء معالم الحضارة الغربية ومظاهرها ، من خلال الموت البطيء للتكنولوجيا المتبقية ، لعدم القدرة على تجديدها ، بكسر حلقة أو أكثر من حلقات سلسلة إنتاجها ، ( نفط _ كهرباء _ تقنية _ كهرباء _ نفط ) .
    4. عودة منطقة الشرق الأوسط كبؤرة للنشاط والصراع العالمي كما كانت في العصور القديمة .
    5. عودة عصور الجاهلية الأولى في أبشع صورها ، بما فيها من ظلم وجور وفساد وإفساد ، والله أعلم .
    قال تعالى
    ( وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)
    مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)
    فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى ءَاثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)
    إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7)
    وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (Cool
    ( الكهف )



      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 10:16 pm